ولا يغشون الجحفة، إذ قد دعا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بنقل حمّى المدينة إليها بقوله:
«وانقل حمّاها إلى الجحفة» فلو مرّ بها طائر لحمّ- ثم منها إلى قديد بضم القاف، ثم منه إلى عقبة السويق، ثم منها إلى خليص- وبه مصنع ماء- ثم منها إلى عسفان، ثم منها إلى مدرّج عليّ، وهو كثير الوعر، ثم منه إلى بطن مرّ، والعامة يقولون: مرو، بزيادة واو، وبه عيون تجري وحدائق- ثم منه إلى مكّة المشرفة شرّفها الله تعالى وعظّمها، ثم من مكّة إلى منى، وبها ماء طيّب من آبار تحفر، ثم منها إلى المشعر الحرام والمزدلفة، ثم منها إلى عرفة وهي الموقف، واليها ينتهي سفر الحجّاج.
ثم العود في المنازل المتقدّمة الذّكر إلى وادي بدر على عكس ما تقدّم.
الطريق إلى المدينة النّبويّة (على ساكنها أفضل الصلاة والسّلام)
من مصر في المراحل المتقدّمة الذّكر، إلى وادي بدر المتقدّمة الذّكر، إلى رأس وادي الصّفراء، وبه عيون تجري وحدائق وأشجار- ثم منها إلى وادي بني سالم، ثم منه إلى وادي الغزالة، ثم منه إلى الفرش، ثم منه إلى بئر عليّ، وبها ماء طيّب، ثم منها إلى المدينة الشريفة النّبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسّلام والتحية والإكرام.
ومن شاء ذهب إليها من الينبع إلى رأس نقب عليّ عند طرف الجبل، ثم إلى وادي الصّفراء، ثم في المراحل المتقدّمة الذّكر إلى المدينة؛ وهي أقرب الطريقين للذّاهب من مصر، وتلك أقرب للعائد من مكّة.