للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه بضروب من وجوه الترجيح كما قال بعضهم مفضلا للقلم بقسم الله تعالى به:

إن افتخر الأبطال يوما بسيفهم ... وعدّوه مما يكسب المجد والكرم

كفى قلم الكتّاب عزّا ورفعة ... مدى الدّهر أنّ الله أقسم بالقلم

وكما قال ابن الرومي:

إن يخدم القلم السيف الذي خضعت ... له الرّقاب ودانت خوفه الأمم

فالموت، والموت لا شيء يغالبه ... ما زال يتبع ما يجري به القلم

كذا قضى الله للأقلام مذ بريت ... أنّ السّيوف لها مذ أرهفت خدم

والمعنى في ذلك أنها تؤثر في إرهاب العدوّ على بعد، والسيوف لا تؤثر إلا عن قرب مع ما فضّل به القلم من زيادة الجدوى والكرم؛ وإلى ذلك يشير بعضهم بقوله مشيرا للقلم:

فلكم يفلّ الجيش، وهو عرمرم ... والبيض ما سلّت من الأغماد

وهيت له الآجام حين نشا بها ... كرم السّيول وصولة الآساد

الفصل الثاني في مدح فضلاء الكتّاب وذمّ حمقاهم

أما فضلاء الكتّاب فلم يزل الشعراء يلهجون بمدح أشراف الكتّاب وتقريظهم ويتغالون في وصف بلاغاتهم وحسن خطوطهم؛ فمن أحسن ما مدح به كاتب قول ابن المعتز:

إذا أخذ القرطاس خلت يمينه ... تفتّح نورا أو تنظّم جوهرا

وقول الآخر:

يؤلّف اللّؤلؤ المنثور منطقه ... وينظم الدّرّ بالأقلام في الكتب

وقول الآخر:

<<  <  ج: ص:  >  >>