غيرهما ممن لعلّه يقف عليه، ويسمّى التعمية، وأهل زماننا يعبّرون عنه بحلّ المترجم، وفيه نظر؛ فإنّ الترجمة عبارة عن كشف المعمّى، ومنه سمّي المعبّر لغيره عن لغة لا يعرفها بلغة يعرفها بالتّرجمان، وإليه ينحلّ لفظ الحلّ أيضا، إذ المراد من الحلّ إزالة العقد فيصير المراد بحلّ المترجم ترجمة المترجم أو حلّ الحل، ولو عبّر عنه بكشف المعمّى لكان أوفق للغرض المطلوب.
ثم مبنى ذلك على قاعدتين:
القاعدة الأولى- كيفية التعمية.
اعلم أنّ التعمية بالنّسبة إلى كلّ واحد من الناس باعتبار ما يجهله من الخطوط، فيعمّى على العربيّ في اللغة العربيّة بالخطوط غير العربيّة، كالرّوميّة والعبرانيّة ونحوهما، إذا كانت حروف تلك اللغة توافق لغة العرب، أو بقلم مصطلح عليه على وفق حروف العربية، وكذلك يعمّى على غير العربيّ من الرّومي ونحوه ممن يجهل الخطّ العربيّ بالقلم العربيّ، وعلى ذلك.
ثم للناس في التعمية مذهبان:
المذهب الأوّل- أن يكتب بالأقلام القديمة
الّتي ليست بمتداولة بين الناس مما لا يعرفه إلّا الآحاد، إذا وافق ذلك القلم اللغة الّتي تريد الكتابة [بها] .
وقد ذكر ابن الدّريهم «١» أنّ أقلّ اللّغات المغل «٢» وهو سبعة عشر حرفا،