والحمد لله الذي أعز أمير المؤمنين بالنصر، وأعطاه لواء القهر، وجعل أولياءه العالين الظاهرين، وأعداءه السافلين الهابطين، وهنّأه الله هذا الفتح ولا أخلاه من أشكال له تقفوه وتتبعه، وأمثال تتلوه وتشفعه، واصلا فيها إلى ما وصل فيه إليه من حيازته مهنّأ، لم يسفك فيه دم، ولم ينتهك محرم، ولم ينل جهد، ولم يمسس نصب.
أنهيت إلى أمير المؤمنين «٢» ذلك، ليضيف صنع الله له فيه، إلى السالف من عوارفه عنده وأياديه، وليجدّد من شكره جلّ وعلا، ما يكون داعيا إلى الإدامة والمزيد، مقتضيا «٣» للعون والتأييد، إن شاء الله تعالى.
[وكتب يوم الجمعة لتسع ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وثلاثمائة]«٤» .
الأسلوب الثاني (أن تفتتح المكاتبة بلفظ «كتابي للخليفة والحال على كذا وكذا» ويدعى للخليفة بطول البقاء في أثناء ذلك، ويعبّر الملك المكتوب عنه عن نفسه بلفظ الإفراد مع التصدير بالعبودية، ويخاطب الخليفة بأمير المؤمنين ويختم بالدعاء ونحوه)
كما كتب أبو الفرج «٥» الببّغا عن السلطان أبي تغلب بن ناصر الدّولة أحد