وموضوعها التحدّث في قدر مقرّر يؤخذ من تجّار الفرنج الواردين إلى الإسكندرية، وعليه مرتّبات لناس مخصوصين من أهل العلم والصلاح، ينفق عليهم بمقادير معلومة من متحصّل هذه الجهة.
وهذه نسخة توقيع بنظر الصادر والوارد، أنشأته عن السلطان الملك الناصر «فرج بن الظاهر برقوق» للقاضي ناصر الدين «محمد الطّناحي» إمام المقام الشريف السلطانيّ، في منتصف شهر صفر سنة أربع وثمانمائة «١» ، وهي:
الحمد لله الذي جعل من سلطاننا الناصر لأخصّ وليّ أعزّ ناصر، وخصّه من فائض كرمنا المتتابع ومنّنا المترادف بأكرم وارد وأبرّ صادر، وبوّأه من فضلنا المنيف أفضل مبوّأ: فتارة تأتمّ به الملوك وتارة يخطب الكافّة على رؤوس المنابر.
نحمده على أن جعلنا نتّبع في الولايات نهج الصّواب ونقتفيه، وآثرنا من أثرة الأبوة بأعلى مواقع الاجتباء والولد سرّ أبيه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي أذلّ طغاة الكفر بقمع آناف كبرائهم، وألزمهم الصّغار بمال يؤخذ من أقوياء أغنيائهم فيفرّق في ضعفاء المسلمين وفقرائهم، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الذي ندب إلى مبرّة أهل الفضل وذويه، ورغّب في رعاية المودّة للآباء بقوله:«إنّ من أبرّ البرّ برّ الرجل أهل ودّ أبيه» صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين عدقت بهم مهمّات فقاموا بحقّها، ووكلت إليهم جلائل الولايات، فأحرزوا بجميل التأثير قصب سبقها، صلاة يبقى على مدى الأيام