للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الممالك على قربها. كانت قبل انتقالها إلى الإسلام، في ملوك الترك لا ترامى ولا ترام، ولا يشق لها سهام؛ حتّى [إذا] خيم بها الإسلام وحاز ملكها هذه الأمة، برقت بالإيمان أسرّتها، وتطرّزت بالجوامع والمساجد قراها؛ ثم بنيت بها المدارس والخوانق والرّبط والزوايا، وأجريت الأوقاف عليها، وكثر من العلماء أهلها، وسارت لها التصانيف المشهورة في الفقه والحديث والأصول والخلاف، وكان فيهم الرؤساء والأعلام، والكبراء أهل البحث والنظر. ثم قال: هي في أواسط المعمور وأوسع الأرض إذا قيل أنها أخصب بلاد الله تعالى وأكثرها ماء ومرعى، لم يغيّر القائل الحقّ في أوصافها، ذات الأنهار السارحة، والمروج الممتدّة، كأنما نشرت الحلل على آفاقها، ونثرت الحلى على حصبائها.

ويرجع المقصود منها إلى سبع جمل:

[الجملة الأولى في ذكر حدودها، وطولها وعرضها، وموقعها من الأقاليم السبعة]

أما حدودها وطولها وعرضها، فقال في «مسالك الأبصار» : وهي واقعة بشرق محض آخذة إلى الجنوب؛ يحدّها السّند من جنوبيها، والصّين من شرقيها، وخوارزم وإيران من جنوبيها «١» ، وطولها من ماء السند إلى ماء ايلا المسمّى قراخوجا، وهي تلي بر الخطا، وعرضها من ونج وهو منبع نهر جيحون إلى حدود كركانج قاعدة خوارزم، وحدّها من الجنوب جبال البتّم وماء السّند الفاصل بينها وبين السّند، ومن الشرق أوائل بلاد الخطا، ومن الشّمال مراعي باران وكجند وبعض خراسان إلى بحيرة خوارزم، ومن الغرب بعض خراسان إلى خوارزم إلى مجرى النهر آخذا على الختّل، ثم حكى عن نظام الدين بن الحكيم الطياريّ أن بلاد هذه المملكة متصلة بخراسان متداخلة بعضها ببعض، لا يفصل بينهما بحر ولا نهر ولا جبل ولا مفازة، بل بينها وبين خراسان أنهار جارية ومزارع متصلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>