ثم تقلدها من الملك الناصر أخيه أيضا حين طرد مهنا وسائر إخوته وأهله. قال:
ولما أمّر رملة كان حدث السنّ فحسده أعمامه بنو محمد بن أبي بكر، وقدموا على السلطان بتقادمهم وتراموا على الأمراء، وخواصّ السلطان، وذوي الوظائف فلم يحضرهم السلطان إلى عنده ولا أدنى أحدا منهم، فرجعوا بعد معاينة الحين، بخفّي حنين؛ ثم لم يزالوا يتربصون به الدوائر وينصبون له الحبائل والله تعالى يقيه سيئات ما مكروا حتّى صار سيد قومه؛ وفرقد دهره، والمسوّد في عشيرته، المبيّض لوجوه الأيام بسيرته. وله إخوة ميامين كبرا، هم أمراء آل فضل وآل مرا. وقد ذكر القاضي تقيّ الدين بن ناظر الجيش في «التثقيف» : أن الأمير عليهم في زمانه في الدولة الظاهرية برقوق كان عيسى بن زيد بن جماز.
[البطن الثانية]
جرم (بفتح الجيم وسكون الراء المهملة) . قال الحمدانيّ: واسمه ثعلبة وجرم اسم أمه، وقد تقدّم ذكر نسبه في الكلام على ما يحتاج إليه الكاتب في المقالة الأولى. قال في «مسالك الأبصار» : وهم ببلاد غزّة والدّاروم مما يلي الساحل إلى الجبل وبلد الخليل عليه السلام. قال الحمدانيّ: وجرم المذكورة شمجان «١» ، وقمران، وجيّان «٢» . قال: والمشهور منهم الآن جذيمة، ويقال إن لهم نسبا في قريش، وزعم بعضهم أنها ترجع إلى مخزوم. وقال آخرون: بل من جذيمة بن مالك بن حنبل «٣» بن عامر بن لؤيّ بن غالب بن فهر. ثم قال: وجذيمة هذه هم آل عوسجة، وآل أحمد، وآل محمود، وكلهم في إمارة شاور بن سنان ثم في بنيه، وكان لسنان المذكور أخوان فيهما سودد: وهما غانم وخضر. ومن جذيمة جابع «٤»