كتبهم بلادا كثيرة، ومواضع وأنهارا وغيرها في إقليم الصّين؛ ولم يقع لنا ضبط أسمائها، ولا تحقيق أحوالها، فصارت كالمجهولة لنا لعدم من يصل من تلك النواحي من المسافرين إلينا لنستعلم منه أخبارها فأضربنا عن ذكرها.
وقد ذكر في «مسالك الأبصار» عن الشريف تاج الدين حسن بن الجلال السّمرقنديّ، وهو من السّفّار، وممن جال الآفاق، ودخل الصّين وجال بلاده، وجاب آفاقه، وجاس خلاله، وجال في أقطاره: أن بالصّين ألف مدينة، وأنه دار الكثير منها. قال: وبلاد الصّين كلها عمارة متصلة من بلد إلى بلد، ومن قرية إلى قرية.
وقاعدة هذه المملكة (خان بالق) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح الخاء المعجمة ثم ألف ونون ساكنة وباء موحدة مفتوحة ثم ألف ولام مكسورة وقاف في الآخر. قال: وهي مدينة من أقاصي الشرق عند بلاد الخطا، واقعة في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال ابن سعيد حيث الطول مائة وأربع عشرة درجة، والعرض خمس وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة. وهي قاعدة مشهورة على ألسنة التّجّار وأهلها من جنس الخطا، وعندهم معادن الفضة. قال ابن سعيد: ويذكر عن عظم هذه المدينة ما يستبعده العقل. قال في «مسالك الأبصار» نقلا عن الشريف حسن بن الجلال السّمرقنديّ: إن مدينة خان بالق المذكورة مدينتان، قديمة وجديدة، والجديدة منهما اسمها ديدو، بناها (ديدو) آخر ملوكها فسميت باسمه، والقان الكبير ينزل بوسطها في قصر عظيم يسمّى كوك طاق؛ ومعناه بلغة المغل القصر الأخضر، لأن طاق معناه عندهم القصر، وكوك معناه الأخضر؛ ومنازل الأمراء حوله خارج القصر؛ قال: وهي مدينة طيّبة، واسعة الأقوات، رخيّة الأسعار، ويجمد بها الماء في زمن الشتاء فيصير كالثلج، فيرفع إلى أيام الصيف حتّى يبرّد به الماء كما يبرّد بالثلج. ويشق مدينة ديدو المذكورة نهر.
وبها أنواع الفواكه إلا العنب فإنه قليل بها؛ وليس بها نارنج ولا ليمون ولا