وزاد عليها، وملك الأقاليم السبعة، ورتب طبقات الحجّاب والكتّاب ونحوهم؛ وهو الذي أحدث النّيروز وجعله عيدا؛ ثم حاد عن سيرة العدل فقتله الفرس.
وملك بعده (بيوراسب) ويعرف بالدّهّاك، ومعناه عشر آفات، والعامة تسميه الضحاك؛ وملك جميع الأرض فسار بالجور والعسف، وبسط يده بالقتل، وأحدث المكوس والعشور، واتخذ المغنّين والملاهي. وسيأتي خبر هلاكه مع كابي الخارج عليه في الكلام على النّحل والملل، ويقال إنه هو ومن قبله كانوا قبل الطّوفان.
ثم ملك بعده (إفريدون) ويقال إنه التاسع من ولد «جمشيذ» المقدّم ذكره، وفي أوّل ملكه كان إبراهيم الخليل عليه السلام، وهو ذو القرنين المذكور في القرآن على أحد الأقوال، وملك جميع الأرض أيضا وقسمها بين بنيه ومات.
فملك بعده ابنه (إيراج) بعهد من أبيه، ثم ملك بعده أخوه (شرم) و (طوج) ثم غلبهما على الملك (منوجهر بن إيراج) وفي أيامه ظهر موسى عليه السلام. ويقال إن فرعون موسى كان عاملا له على مصر داخلا تحت أمره.
ثم تغلب على المملكة (فراسياب بن طوج) فأفسد وخرّب؛ ثم غلبه عليها (زو بن طهماسب) من أولاد منوجهر، فأحسن السيرة وعمر البلاد، وشقّ نهر الزّاب وبنى مدينة على جانبه.
ثم ملك بعده (كرشاسف) من أولاد طوج بن إفريدون، وهو آخر ملوك هذه الطبقة.