بالدّرج؛ وكان الكمال في ذلك للوزير؛ وهو الذي هندس الحروف وأجاد تحريرها، وعنه انتشر الخطّ في مشارق الأرض ومغاربها. ولله قول القائل:
سبق الدّمع في المسير المطايا ... إذ روى من أحب عنه بقلّه
وأجاد السّطور في صفحة الخدّ ... ولم لا يجيد وهو ابن مقله
وقول الآخر:
تسلسل دمعي فوق خدّي أسطرا ... ولا عجب من ذاك وهو ابن مقلة
ثم أخذ عن ابن مقلة محمد بن السمسماني «١» ومحمد بن أسد «٢» ؛ وعنهما أخذ الأستاذ أبو الحسن عليّ بن هلال المعروف بابن البوّاب «٣» ، وهو الذي أكمل قواعد الخط وتممها واخترع غالب الأقلام التي أسسها ابن مقلة؛ ولما مات رثاه بعضهم بقوله:
واستشعر الكتّاب فقدك سالفا ... فجرت بصحّة ذلك الأيّام
وممن أخذ عنه محمد بن عبد الملك، وعن محمد بن عبد الملك أخذت الشيخة المحدّثة الكاتبة زينب الملقّبة بشهدة ابنة الإبريّ «٤» ؛ وعنها أخذ أمين الدين ياقوت «٥» ؛ وعنه أخذ الوليّ العجميّ «٦» ؛ وعليه كتب العفيف «٧» ؛ وعن