قال صاحب «منهاج الإصابة» : ويكون من لبّ الجريد «١» الأخضر، ويؤخذ منه من أعلى الفتحة ما يسع رؤوس الأنامل. قال: ويمكن أن يكون من القصب الفارسيّ.
قلت: والذي استقرّ عليه الحال في كتابة العهود بالديار المصريّة بقصب البوص «٢» الأبيض الغليظ الأنابيب؛ ينتقى قصبه من جزائر الصعيد بالوجه القبليّ؛ وفي كل سنة يجهّز «٣» بريديّ بطلب هذه الأقلام من ولاة الوجه القبليّ، ويؤتى بها فتحفظ عند كاتب السرّ ويبرى منها ما يحتاج إليه في كتابة السلطان ويوضع في دواته بقدر الحاجة.
قال في «منهاج الإصابة» : ولا بدّ فيه من ثلاثة شقوق أو أكثر بقدر ما يحتاج إليه في مجّ القلم الحبر في القرطاس. واعلم أن للكتّاب فيه طريقتين:
إحداهما- طريقة الثلث، فتجري الحال فيه على الميل إلى التقوير.
والثانية- طريقة المحقّق، فتجري الحال فيه على الميل إلى البسط دون التقوير؛ وسيأتي إيضاح الطريقتين وكيفية تشكيل حروفهما فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وقد ذكر السّرّمرّي في أرجوزته اختصاص قلم الطومار بأمور:
أحدها: أن مستداراته كلها تكون بوجه القلم، والمدّات بسنه، والتعاريق بوجهه منفتلا فيها على اليمين.