فقال: أرى أن أبتديء بإعراب القرآن أوّلا، فأحضر من يمسك المصحف، وأحضر صبغا يخالف لون المداد. وقال للذي يمسك المصحف عليه: إذا فتحت فاي فاجعل نقطة فوق الحرف، وإذا كسرت فاي فاجعل نقطة تحت الحرف، وإذا ضممت فاي فاجعل نقطة أمام الحرف، فإن أتبعت شيئا من هذه الحركات غنّة (يعني تنوينا) فاجعل نقطتين. ففعل ذلك حتّى أتى على آخر المصحف.
وذهب آخرون إلى أن المبتديء بذلك نصر بن عاصم الليثيّ «١» ، وأنه الذي خمّسها وعشّرها.
وذهب آخرون إلى أن المبتديء بذلك يحيى بن يعمر «٢» .
قال الشيخ أبو عمرو الدانيّ رحمه الله: وهؤلاء الثلاثة من جلّة تابعي البصريين.
وأكثر العلماء على أن أبا الأسود جعل الحركات والتنوين لا غير، وأن الخليل بن أحمد «٣» هو الذي جعل الهمز «٤» والتشديد «٥» والرّوم «٦» والإشمام «٧» .