للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستعمال؛ ثم اختلف في المثنّى منه فقيل لا يزاد في مائتين لأن موجب الزيادة اللبس ولا لبس في التثنية، والراجح الزيادة كما في الإفراد، لأن التثنية لا تغير الواحد عما كان عليه.

أما في حالة الجمع، فقد اتفقوا على منع الزيادة فكتبوا «مئين ومئات» بغير ألف بعد الميم، لأن جمع التكسير يتغير فيه الواحد، وجمع السلامة ربما تغير فيه أيضا فغلبت.

قال الشيخ أثير الدين أبو حيان رحمه الله: وقد رأيت بخط بعض النحاة «مأة» على هذه الصورة بألف عليها نبرة الهمزة دون ياء. قال: وكثيرا ما أكتب أنا «مئة» بغير ألف كما تكتب «فئة» لأن كتب مائة بالألف خارج عن القياس، فالذي أختاره أن تكتب بالألف دون الياء على وجه تحقيق الهمزة، أو بالياء دون الألف على وجه تسهيلها.

(ومنها) تزاد بعد واو الجمع المتطرفة في آخر الكلمة إذا اتصلت بفعل ماض أو فعل أمر مثل ضربوا واضربوا وما أشبههما، فتكتب بألف بعد الواو.

وسمّى ابن قتيبة هذه الألف ألف الفصل لأنها تفصل بين الفعل «١» كي لا تلتبس الواو في آخر الفعل بواو العطف، فإنك لو كتبت أوردوا وصدروا مثلا بغير ألف ثم اتصلت بكلام بعدها، ظن القاريء أنها واو العطف. ولمّا فعلوا ذلك في الأفعال التي تنقطع واوها عن الحرف كالفعلين المتقدّمين، فعلوا ذلك في الأفعال التي تتصل واوها بالحرف قبلها نحو كانوا وبانوا ليكون حكم هذه الواو في جميع المواضع واحدا. أما إذا لم تقع طرفا في آخر الكلام نحو: ضربوهم وكالوهم ووزنوهم، لم تلحق به الألف. فلو اتصلت واو الجمع المذكورة بفعل مضارع نحو: لن يضربوا ولن يذهبوا. فمذهب بعض البصريّين أنه لا تلحقها الألف، ومذهب الأخفش لحوقها كالماضي والأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>