وقام بالأمر بعده «المهتدي بالله» أبو عبد الله، ويقال أبو جعفر محمد بن الواثق بالله المتقدّم ذكره؛ بويع له بالخلافة بعد ليلتين من خلع المعتز بالله، وقتل «١» لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين، وكان يقال هو في بني العباس مثل عمر بن عبد العزيز في بني أميّة «٢» .
وقام بالأمر بعده «المعتمد على الله» أبو العباس، ويقال أبو جعفر أحمد ابن جعفر المتوكل المتقدّم ذكره؛ بويع له بالخلافة يوم قتل المهتدي بالله، وتوفي «٣» لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين.
وقام بالأمر بعده «المعتضد بالله»«٤» أبو العباس أحمد بن الموفق، طلحة ابن جعفر المتوكل؛ بويع له بالخلافة يوم قتل المعتمد على الله، وتوفي ببغداد لسبع وقيل لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين.
وقام بالأمر بعده ابنه «المكتفي بالله» أبو محمد علي؛ بويع له بالخلافة يوم موت أبيه المعتضد وهو غائب بالرّقّة، وكتب إليه بذلك فأخذ البيعة على من عنده وسار إلى بغداد، فدخلها لثمان خلون من جمادى الأولى من سنته، وتوفي ببغداد