للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ابتنى ابن أخيه الأشرف شعبان بن حسين (المدرسة الأشرفية) «١» بالصّوّة تحت القلعة ومات ولم يكملها، ثم هدمها الناصر فرج بن الظاهر برقوق لتسلطها على القلعة في سنة أربع عشرة وثمانمائة، ونقل أحجارها إلى عمارة القاعات التي أنشأها بالحوش بقلعة الجبل؛ ولم تعهد مدرسة قصدت بالهدم قبلها.

ثم ابتنى الظاهر برقوق (مدرسته الظاهرية) بين القصرين بجوار المدرسة الكاملية فجاءت في نهاية الحسن والعظمة، وجعل فيها خطبة، وقرر فيها صوفية على عادة الخوانق ودروسا للأئمة، وتغالى «٢» في ضخامة البناء؛ ونظم الشعراء فيها، فكان مما أتى به بعضهم من أبيات:

وبعض خدّامه طوعا لخدمته ... يدعو الصّخور فتأتيه على عجل

وتواردوا كلهم على هذا المعنى، فاقترح عليّ بعض الأكابر نظم شيء من هذا المعنى فنظمت أبياتا جاء منها:

وبالخليليّ قد راجت عماراتها ... في سرعة بنيت من غير ما مهل

كم أظهرت عجبا أسواط حكمته ... وكم غدت مثلا ناهيك من مثل

وكم صخور تخال الجنّ تنقلها ... فإنّها بالوحا «٣» تأتي وبالعجل

وفي خلال ذلك ابتنى أكابر الأمراء وغيرهم من المدارس ما ملأ الأخطاط وشحنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>