البحر الملح بين مصبي النيل إلا ما هو من عمل المزاحمتين على فرقة النيل الغربية من الشرق وهو عمل جليل القدر، عظيم الخطر، به البلاد الحسنة، والقرى الزاهية، والبساتين المتراكبة وغير ذلك؛ وفي آخره مما يلي بحر الروم موقع ثغر البرلّس «١» .
ويندرج فيه ثلاث أعمال أخر كانت قديمة، وهي القويسنيّة، والسّمنّودية، والدّنجاوية «٢» ، ومقرّ ولايته (مدينة المحلّة)«٣» . قال في «المشترك» :- بفتح الميم والحاء المهملة وتشديد اللام ثم هاء في الآخر- وتعرف بالمحلّة الكبرى، وقد غلب عليها اسم المحلة حتّى صار لا يفهم عند الإطلاق إلا هي.
قلت: ووقع في «التعريف» التعبير عنها بمحلّة المرحوم وهو وهم، وإنما هي قرية من قراها.
قال في «المشترك» : ويقال لها محلة الدّقلا (بفتح الدّال المهملة والقاف) وهي مدينة عظيمة الشأن، جليلة المقدار، رائقة المنظر، حسنة البناء، كثيرة المساكن، ذات جوامع، ومدارس، وأسواق، وحمّامات؛ وهي تعادل قوص من الوجه القبليّ في جلالة قدرها، ورياسة أهلها، ويفرق بينهما بما يفرق به بين الوجه القبلي والوجه البحري من الرطوبة واليبوسة.