قال المسعوديّ: وفي تواريخ أصحاب السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاجر وملك الروم قيصر بن قوق «١» ؛ (ثم ملك الروم بعده) قيصر بن قيصر، وذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وهو الذي حاربه أمراء الإسلام بالشام واقتلعوا الشام منه.
والذي ذكره في «التعريف» في مكاتبة الأذفونش «٢» صاحب طليطلة من ملوك الفرنج بالأندلس أن هرقل الذي هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم في زمنه وكتب إليه لم يكن الملك نفسه، وإنما كان متسلم الشام لقيصر، وقيصر بالقسطنطينيّة لم يرم، وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم إنما كتب لهرقل لأنه كان مجاورا لجزيرة العرب من الشام، وعظيم بصرى كان عاملا له، ويظهر أن قيصر الأخير الذي ذكره هو الذي كان المقوقس عاملا له على مصر. ويقال: إن المقوقس تقبّل مصر من هرقل بتسعة عشر ألف ألف دينار.
واعلم أنه كان الحال يقتضي أن نذكر نوّاب من تقدّم من ملوك الروم واليونان والفرس على مصر، ولكن أصحاب التواريخ لم تعتن بأمر ذلك، فتعذر العلم به. وإذا ذكر الأصل، استغني به عن الفرع.
وذكر القضاعيّ: أنه بعد عمارة مصر من خراب بختنصّر «٣» ظهرت الروم