ابن محمد عن أبيه: أن نوحا عليه السلام لما قسم الأرض بين بنيه لحق قوم من بني كنعان بن حام بن نوح عليه السلام بالشام فسميت الشام، حين تشاءموا إليها، يعني من أرض بابل كما جاء في الرواية الأخرى. قال: فكانت الشأم يقال لها لذلك أرض كنعان: وجاء بنو إسرائيل فأجلوهم عنها، وبقيت الشام لبني إسرائيل إلى أن غلب عليه الروم وانتزعوه منهم فأجلوهم إلى العراق إلا قليلا منهم، ثم جاء العرب فغلبوا على الشام (يعني في الفتح الإسلاميّ) ثم الشأم مهموز مقصور.
قال النّوويّ «١» في «تهذيب الأسماء واللغات» وغيره: ويجوز فيه فتح الشين والمدّ. قال: وهي ضعيفة وإن كانت مشهورة قال الجوهريّ: ويجوز فيه التذكير والتأنيث. قال النوويّ: والمشهور التذكير. وقد اختلف في سبب تسميته شاما فقيل لتشاؤم بني كنعان إليه كما تقدّم في كلام ابن عساكر، وقيل سمي بسام بن نوح لأنه نزل به، واسمه بالسريانية شام بشين معجمة، والعرب تنقلها إلى السين المهملة. وقيل لأن أرضه مختلفة الألوان بالحمرة والسّواد والبياض فسمّي شاما لذلك كما يسمّى الخال في بدن الإنسان شامة. وقيل سميت شاما لأنها عن شمال الكعبة، والشام لغة في الشمال. قال أبو بكر بن محمد «٢» : ويجوز فيه وجهان، أحدهما أن يكون من اليد الشؤمى وهي اليسرى، والثاني أن يكون فعلا من الشّؤم «٣» .