للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك أنطاكية- التي هي قاعدة العواصم. فإنها كانت بيد باغي سيان «١» ابن محمد بن ألب أرسلان السلجوقي إلى أن غلب عليها الفرنج في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، وقتلوا باغي سيان المذكور، وقتل فيها ما يزيد على مائة ألف نفس بعد حصار تسعة أشهر، وملكوا معها كفر طاب، وصهيون، والشّغر وبكاس، وسرمين والدّر بساك وغيرها من بلاد حلب، وبالغوا حتّى جاوزوا الفرات إلى بلاد الجزيزة؛ وملكوا الرّها وسروج وغيرهما من بلادها حتّى فتح السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب الشّغر وبكاس وسرمين وغيرها في سنة أربع وثمانين وخمسمائة.

ثم استعادتها الفرنج بعد فتحه؛ ثم فتح أنطاكية «الظاهر بيبرس» في سنة ست وستين وستمائة، فبقيت في أيدي المسلمين إلى الآن.

ومن ذلك- باقي بلاد الثّغور والعواصم كآياس وأذنة والمصّيصة وطرسوس وبغراس وبهسنى والدّر بساك وسيس وغيرها من بلاد الثغور. فإن الأرمن وثبوا عليها قبل الأربعمائة واستولوا على نواحيها ومنعوا ما كانوا يؤدّونه من الإتاوة للمسلمين، واستضافوا إلى ذلك قلعة الروم وما قاربها، فبقيت في أيديهم حتّى فتح الظاهر بيبرس بغراس وبهسنى والدّر بساك وغيرها، وانتزعها من الأرمن في سنة ثمان وستين وستمائة.

وفتح الأشرف «خليل بن قلاوون» قلعة الرّوم، وانتزعها من يد خليفتهم في سنة إحدى وتسعين وستمائة، وسمّاها قلعة المسلمين على ما تقدّم في الكلام على الأعمال الحلبية.

وفتح «الناصر محمد بن قلاوون» في سلطنته الثالثة آياس «٢» ، وما والاها

<<  <  ج: ص:  >  >>