للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقلام المتقدّم ذكرهم، وترفع القصص فيتناولها نقباء الجيش ويناولونها الحجّاب فيناولونها لحاجب الحجاب فيناولها لكاتب السر فيفرّقها على الموقّعين ويبقي بعضها معه، فيقرأ ما معه ثم يقرأ من بعده على الترتيب إلى آخر الموقعين. فإذا انقضت قراءة القصص قام من المجلس القضاة ومن في معناهم وكتّاب الدست فانصرفوا. فإذا انقضى المجلس، فإن كان في الموكب سماط قام النائب والأمراء من أماكن جلوسهم فدخلوا إلى قاعة عظيمة قد وضع بصدرها كرسيّ سلطنة مغشّى بالحرير الأطلس الأصفر وعليه نمجاه مسندة إلى صدره كما تقدّم في دمشق، وقد مدّ السماط السلطانيّ فيجلس النائب على رأس السماط والأمراء على ترتيب منازلهم في الإمرة والقدمة ويأكلون ويرفع السماط؛ ثم يقوم الأمراء فينصرفون؛ ويقوم النائب ومعه كاتب السر وناظر الجيش فيدخل إلى قاعة صغيرة فيها شبّاك مطلّ على دوار بإصطبل النائب، فيجلس في ذلك الشباك، ويجلس كاتب السر وناظر الجيش فينصرفان «١» .

قلت: ويخالف دمشق في أمور:

أحدها- أن كرسيّ السلطنة ليس بدار العدل حيث يجلس النائب والمتعمّمون كما في دمشق بل في مكان آخر.

الثاني- أن الأمراء لا يجلسون مع النائب بدار العدل كما في دمشق بل في مكان منفرد.

الثالث- أن النائب يجلس على دكة مرتفعة عن جلسائه بخلاف دمشق، فإنه يجلس مساويا لهم، وكأن المعنى فيه عدم جلوس الأمراء في مجلس النائب بحلب بخلاف دمشق.

الرابع- أن الوزير بحلب يجلس في آخر صف القضاة ومن في معناهم تحت مفتيي دار العدل، وبدمشق يجلس في رأس صف يقابل كاتب السر، وكأن

<<  <  ج: ص:  >  >>