حطّ وإقلاع، إليها تنتهي المراكب من مصر واليمن وغيرهما، وعنها تصدر من مكة. قال في «تقويم البلدان» : وهي من مكة على مرحلتين. وقال الإدريسي:
بينهما أربعون ميلا، وهي ميقات من قطع البحر من جهة عيذاب إليها.
الثاني- (بطن نخل) - وضبطه معروف، ويقال فيه أيضا وادي نخلة على التوحيد ونخلة بإسقاط لفظ وادي. قال الجوهريّ: وبه كانت العزّى التي هي أحد طواغيت قريش، وبعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إليها خالد بن الوليد فهدمها، وهي الآن بيد هذيل، وهي قرى مجتمعة ذات عيون وحدائق ومزدرع. أخبرني بعض أهل الحجاز أن بها نحو أربعة عشر نهرا على كل نهر قرية، وغالب فواكه مكة وقطانيّها وبقولها منها، ومنها يصب الماء إلى بطن مرّ الآتي ذكره.
الثالث- (الطّائف) - بألف ولام لازمتين فطاء مهملة مشدّدة مفتوحة بعدها ألف وياء مثناة تحت مكسورة ثم فاء- وهو بلد شرقيّ بطن نخل المتقدّم ذكرها، وبطن نخل بينه وبين مكة. قيل سميت الطائف لأنها في طوفان نوح انقطعت من الشام وحملها الماء وطافت بالأرض حتّى أرست في هذا الموضع. وقال في «الروض المعطار» : اسمها القديم وجّ يعني بواو مفتوحة وجيم مشدّدة- سميت برجل من العمالقة، ثم سكنها ثقيف فبنوا عليها حائطا مطيفا بها فسميت الطائف قال: وهي إحدى القريتين المذكورتين في قوله تعالى: وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ
«١» . قال في «تقويم البلدان» : وهي من الحجاز تقريبا، وموقعها في أوائل الإقليم الثاني. وقال ابن سعيد: طولها ثمان وستون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة، وعرضها إحدى وعشرون درجة وأربعون دقيقة، وهو بلد خصيب كثير الفواكه المختلفة مما يشابه فواكه الشام وغيرها، وهي طيّبة الهواء إلا أنها شديدة البرد حتّى إنه ربما جمد الماء بها لشدّة بردها.
الرابع- (بطن مرّ) - بفتح الباء الموحدة وسكون الطاء المهملة ونون بعدها ثم ميم مفتوحة وراء مهملة مشدّدة- وهو واد من أودية الحجاز في الشّمال