والحمول، وعلى ضفّتي دجلة قصور الخلافة والمدارس والأبنية العلية بالشبابيك والطاقات المطلة على دجلة وبناؤها بالآجرّ.
ومن بيوتها ما هو مفروش بالآجرّ أيضا ملصق بالقير وهو الزّفت، ولهم الصنائع العجيبة في التزويق بالآجرّ وبها وجوه الخير من الجوامع والمساجد والمدارس والخوانق والرّبط والبيمارستانات والصدقات الجارية ووجوه المعونة وناهيك أنها كانت دار الخلافة ومقرّ ملوك الأرض. ومنها قلائد الأعناق، وترابها لمى القبل وإثمد الأحداق.
قال في «مسالك الأبصار» : قال الحكيم نظام الدين بن الطياري «١» :
وأوقافها جارية في مجاريها، لم تعترضها أيدي العدوان في دولة هولاكو ولا فيما بعدها، بل كل وقف مستمرّ بيد متوليه، ومن له الولاية عليه، وإنما نقصت الأوقاف من سوء ولاة أمورها لا من سواها. وبها البساتين المونقه، والحدائق المحدّقة، وبها ثمر النخل المفضلة على ما سواها من الرطب والثّمر وبها أنواع الرّياحين والخضراوات والغلال، وسعرها متوسط في الغالب لا يكاد يرخص. قال المقرّ الشهابيّ بن فضل الله: سألت الصدر مجد الدين بن الدوريّ عن السبب في قلة الغلال ببلاد العراق مع امتداد سوادها، فقال: قلة الزرع مع ما استهلكه القتل زمن هولاكو وحيزه «٢» للعراق وما جاوره من البلاد.
قلت: وبغداد وإن كانت أمّ الممالك ودار الخلافة، فقد أغفل ملوك التتر الالتفات إليها، وصرفوا عنايتهم إلى تبريز والسّلطانية وصيروهما قاعدتين لهذه المملكة على ما سيأتي ذكره في الكلام على إقليم أذربيجان فيما بعد إن شاء الله تعالى.