السلطانية بمصر ونوّاب الشام كتب تتهلّل بماء الفصاحة كالسّحب وتسرح من أجنابها الأبكار العرب. ثم خلفه ولده فجرى على سننه وبقيت الإمارة في بنيه، والأمير القائم منهم هو المعبر عنه في الدساتير بصاحب عقرشوش، وله مكاتبة عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
الثالث عشر- بلاد شعلاباد إلى خفتيان وما بين ذلك من الدشت والدّربند الكبير- وهو مقام طائفة منهم تعرف بالشهرية معروفون باللصوصية، وهم قوم لا يبلغ عددهم ألفا وجبالهم عاصية، ودربدنهم بين جبلين شاهقين يسقيهما الزاب الكبير. قال في «مسالك الأبصار» : وعليه ثلاث قناطر: اثنتان منها بالحجر والطين، والوسطى مضفورة من الخشب كالحصير، علوّها عن وجه الماء مائة ذراع في الهواء، وطولها بين الجبلين خمسون ذراعا في عرض ذراعين، تمرّ عليها الدوابّ بأحمالها، والخيل برجالها. وهي ترتفع وتنخفض، يخاطر المجتاز عليها بنفسه؛ وهم يأخذون الخفارة عندها؛ وهم أهل غدر وخديعة لا يستطيع المسافر مدافعتهم، ولهم أمير يخصّهم؛ ولصاحبها مكاتبة عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
الرابع عشر- ما ذكرد والرستاق، ومرت، وجبل جنجرين المشرف على أشنه من ذات اليمين- وهو مقام طائفة منهم يقال لهم الزرزارية، ويقال إنهم ممن تكرّد من العجم، ولهم عدد جمّ، يكاد يبلغ خمسة آلاف ما بين أمراء وأغنياء وفقراء وأكّارين وغيرهم، وجبلهم في غاية العلوّ والشّهوق في الهواء، شديد البرد، بأعلاه ثلاثة أحجار طول كل حجر منها عشرة أشبار في عرض دون الثلاثة، متخذة من الحجر الأخضر الماتع، وعلى كل منها كتابة قد اضمحلت لطول السنين، يقال إنها نصبت لمعنى الإنذار والإخبار عمن أهلكه الثلج والبرد هناك في الصيف، وهم يأخذون الخفارة تحته. قال في «مسالك الأبصار» : وكان لهم أمير جامع لكلمتهم اسمه نجم الدين باشاك، ثم تولاهم من بعده ابنه جيدة، ثم ابنه عبد الله. قال: وكان لهم أمراء آخرون منهم الحسام شير الصغير، وابنه باشاك وغيرهم، قال: وينضم إلى الزرزارية شرذمة قليلة تسمّى باسم قريتها بالكان نحو