ما يحتاج الكاتب إلى معرفته في المقالة الأولى، ولكنه قد عزّ الآن حتّى لا يكاد يوجد قال المقرّ الشهابيّ بن فضل الله: سألت الشيخ شمس الدين الأصفهانيّ عن سبب قلّته، فقال: لا نقطاع عرقه فما بقي يوجد منه إلا ما لا يرى. قال في «مسالك الأبصار» : وبهذه المملكة مستعملات القماش الفاخر من النخ «١» والمخمل، والكمخا، والعتابي، والنصافي، والصوف الأبيض الماردينيّ، وتعمل بها البسط الفاخرة في عدّة مواضع مثل شيراز وأقصرا وتوريز إلى غير ذلك من الأشياء النفيسة التي لا يضاهيها غيرها فيها.
وأما العجائب، فقد ذكر الشيخ شمس الدين الأصفهانيّ أن بمدينة قشمير «٢» على ثلاثة أيام عن أصفهان عين ماء سارحة يسمّى ماؤها بماء الجراد، إذا حمل ماؤها في إناء وعلق في تلك الأرض على عال، أتاها طير يقال له سار فأكل ما فيها من الجراد حتّى لا يدع منه شيئا بشرط أن لا يوضع على الأرض حتّى يؤتى به إلى مكان الجراد فيعلّق. وحكى محمد بن حيدر الشيرازيّ في مصنف له: أن بين الدّامغان وأستر اباذ من خراسان عينا ظاهرة إذا ألقيت فيها نجاسة فار ماؤها وأزبدت شيئا «٣» تبعته دودة طول أنملة الإنسان حتّى لو حمل الماء تسعة وكان معهم عاشر لم يحمل الماء، تبع كلّ واحد ممن حمل الماء دودة، ولم يتبع الآخر منها شيء، فلو قتل واحد منهم تلك الدودة استحال الماء مرّا لوقته، وكذلك ماء كلّ من هو وراءه، ولا يستحيل ماء من هو إلى جانبه مرّا. قال ابن حوقل: وبكورة سابور من بلاد فارس جبل فيه صورة كل ملك وكلّ مرزبان معروف للعجم وكل مذكور من سدنة النّيران. وفي كورة أرجان في قرية يقال لها طبريان [بئر]«٤» يذكر أهلها أنهم امتحنوا قعرها بالمثقلات فلم يلحقوا لها قعرا، ويفور منها ماء بقدر ما يدير رحى تسقي أرض تلك القرية. قال: وفي كورة رستاق [بئر]«٥» تعرف بالهنديجان بين