التتار الآتي ذكره، في العشرين من المحرّم سنة ست وخمسين وستمائة، وهو آخرهم ببغداد.
واعلم أن أمر الخلافة كان قد وهى وضعف، وتناهت في الضعف أيام الراضي، وتغلب عمّال الأطراف عليها، فاستولى محمد بن رائق «١» من الفرات على البصرة، والبريديّ على خوزستان، وعماد الدولة بن بويه على فارس، ومحمد بن الياس على كرمان، وركن الدولة بن بويه على الرّيّ وأصفهان «٢» ، وبنو حمدان على الموصل وديار بكر وديار مضر وديار ربيعة، وغير أقطار هذه المملكة مع ملوك أخر. ولم يبق للخليفة غير بغداد وأعمالها؛ واستولى ابن رائق على جميع الأمور وخطب باسمه على المنابر، وأقام سنة وعشرة أشهر، ثم صار الأمر بعده إلى (يحكم)«٣» مملوك وزير (ماكان) بن كاكي «٤» الديلميّ واستمرّ أيام الراضي فقتل؛ واستقرّ (البريديّ)«٥» بعده في أيام المتقي وأيام المستكفي، وضربت ألقابه على الدنانير والدراهم، وخطب باسمه على المنابر، واستمرّ ذلك لذويه من بعده؛ ثم ملك بعده (بختيار) ؛ ثم ابن عمه (عضد الدولة) بن ركن الدولة حسن بن بويه؛ ثم ابنه (صمصام الدولة) بن عضد الدولة، ثم أخوه (شرف الدولة شيرزبك)«٦» بن عضد الدولة؛ ثم أخوه (بهاء الدولة أبو نصر) بن عضد الدولة؛ ثم ابنه (سلطان الدولة أبو شجاع) ؛ ثم ابنه