وجيحون المقدّم ذكرهما في مملكة ما وراء النهر، وذلك أنهما يمتدّان من هذه المملكة إلى تلك، فيصدق وجودهما في المملكتين جميعا. وقد تقدّم ذكرهما هناك فأغنى عن إعادته هنا.
ثم المشهور مما يختص بهذه المملكة خمسة أنهار:
أحدها- نهر أثل- بفتح الهمزة «١» وكسر المثلثة ولام في الآخر- فعرف بأثل، وهي مدينة بلنجر المقدّم ذكرها، ويقال فيه نهر الأثل بالألف واللام أيضا، وهو من أعظم الأنهار بتلك البلاد وأشهرها، ذكر في «مسالك الأبصار» عن الفاضل شجاع الدين عبد الرحمن الخوارزميّ الترجمان أنه يكون قدر النيل ثلاث مرات أو أكثر، قال: وأصله من بلاد الصّقلب. قال في «تقويم البلدان» : وهو يأتي من أقصى الشّمال والشرق من حيث لا عمارة، ويمرّ بالقرب من مدينة بلار، وهي بلغار، ويستدير عليها من شماليها وغربيها، ويجري منها إلى بليدة على شطّه يقال [لها أوكك ثم يتجاوزها إلى قرية يقال]«٢» لها بلجمن، ويجري جنوبا ثم يعطف، ويجري إلى الشرق والجنوب، ويمرّ على مدينة صراي من جنوبيها وغربيها؛ فإذا تجاوز مدينة صراي افترق، ويصير على ما قيل ألف نهر ونهر، ويصب الجميع في بحر الخزر. قال في «مسالك الأبصار» : وتجري فيه السفن الكبار، ويسافر فيه المسافرون إلى الرّوس والصّقلب.
الثاني- نهر طنا «٣» . قال في «تقويم البلدان» : بضم الطاء المهملة وفتح النون وألف. قال في «تقويم البلدان» : وهو نهر عظيم يكون أكبر من دجلة والفرات إذا اجتمعا بكثير. قال: ويجري من أقصى الشّمال إلى جهة الجنوب، ويمرّ في شرقيّ جبل يسمّى (قشغا طاغ) . ومعناه الجبل الصّعب، وهو جبل فيه أجناس مختلفة من أمم الكفر مثل الأولاق والماجار والسّرب وغيرهم، فيمرّ في