الحكمة ووفور العقل، وهم أملك الأمم لشهواتهم وأبذلهم للنفوس فيما يظن به الزّلفى.
قال: وقد وصف محمد بن عبد الرحيم الاقليشي هذه المملكة في كتابه «تحفة الألباب» فقال: الملك العظيم، والعدل الكثير، والنعمة الجزيلة، والسّياسة الحسنة، والرضا الدائم، والأمن الذي لا خوف معه في بلاد الهند. وأهل الهند أعلم الناس بأنواع الحكمة والطّب والهندسة والصّناعات العجيبة ثم قال:
وفي جبالهم وجزائرهم ينبت شجر العود والكافور وجميع أنواع الطّيب: كالقرنفل والسّنبل «١» والدار صيني، والقرفة، والسّليخة «٢» والقاتلة، والكبابة «٣» ، والبسباسة «٤» وأنواع العقاقير. وعندهم غزال المسك وسنّور «٥» الزّباد، هذا مع ما هذه المملكة عليه من اتساع الأقطار، وتباعد الأرجاء، وتنائي الجوانب.
فقد حكى في «مسالك الأبصار» : عن الشيخ مبارك بن محمود الأنباتي: أن عرض هذه المملكة ما بين سومنات وسرنديب إلى غزنة، وطولها من الفرضة المقابلة لعدن إلى سدّ الإسكندر عند مخرج البحر الهندي، من البحر المحيط، وأن مسافة ذلك ثلاث سنين في مثلها بالسير المعتاد، كلّها متصلة المدن ذوات المنابر والأسرة والأعمال، والقرى، والضّياع، والرّساتيق «٦» ، والأسواق، لا يفصل بينها خراب، بعد أن ذكر عنه أنه ثقة ثبت عارف بما يحكيه إلا أنه استبعد