للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها (سطيف) بفتح السين وكسر الطاء المهملتين ثم ياء مثناة من تحت ساكنة بعدها فاء. وهي مدينة من الغرب الأوسط في الإقليم الثالث قال في «الأطوال» حيث الطول سبع وعشرون درجة، والعرض إحدى وثلاثون درجة.

وهي مدينة حصينة، بينها وبين قسطينة أربع مراحل، ولها حصن في جهة الجنوب، عن بجاية على مرحلتين منها، ولها كورة تشتمل على قرى كثيرة غزيرة المياه كثيرة الشجر المثمر بضروب من الفواكه، وبها الجوز الكثير، ومنها يحمل إلى سائر البلاد.

ومنها (تاهرت) - قال في «اللباب» : بفتح التاء المثناة فوق وألف وهاء وسكون الراء المهملة وفي آخرها تاء ثانية. قال في «تقويم البلدان» : ونقلت من خط ابن سعيد عوض الألف ياء مثناة تحت، قال وهو الأصح لأن ابن سعيد مغربيّ فاضل. وهي مدينة من الغرب الأوسط، وقيل من أفريقيّة في الإقليم الثالث قال في «الأطوال» حيث الطول خمس وعشرون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض تسع وعشرون درجة. قال ابن حوقل: وهي مدينة كبيرة خصبة، كثيرة الزّرع، كانت قاعدة الغرب الأوسط وبها كان مقام ملوك «بني رستم» حتى انقرضت دولتهم بدولة الفاطميين خلفاء مصر. وذكر الإدريسيّ أنها كانت في القديم مدينتين:

القديمة منهما على رأس جبل ليس بالعالي، قال في «العزيزي» : وتاهرت القديمة تسمّى «تاهرت عبد الخالق» وهي مدينة جليلة كانت قديما تسمّى «بغداد المغرب» وتاهرت الجديدة على مرحلة منها، وهي أعظم من تاهرت القديمة، والمياه تخترق دور أهلها. وهي ذات أسواق عامرة، وبأرضها مزارع وضياع جمّة، ويمرّ بها نهر يأتيها من جهة المغرب، ولها نهر آخر يجرى من عيون تجتمع فيه، منه شرب أهلها، وبها البساتين الكثيرة المونقة، والفواكه الحسنة، والسّفرجل الذي ليس له نظير: طعما وشمّا، ولها قلعة عظيمة مشرفة على سوقها.

وتاهرت كثيرة البرد، كثيرة الغيوم والثّلج، وسورها من الحجر، ولها ثلاثة «١»

<<  <  ج: ص:  >  >>