دوماطيانوس، فأقام خمس عشرة سنة، وقيل ستّ عشرة سنة، وقيل تسع سنين، وهو ابن أخت نيرون قيصر المتقدّم ذكره، وكان ظلوما غاشما فحبس يوحنّا الحواريّ، وأمر بقتل النصارى ونفيهم، وقتل اليهود من نسل داود حذار أن يملكوا وهلك في حرب الفرنج.
وملك بعده (نربا) ابن أخيه طيطش، وقيل اسمه تاوداس، وقيل قارون، وقيل: برسطوس، فأقام نحوا من سنتين أو سنة ونصفا، فأحسن السّيرة وأمر بردّ من نفي من النصارى وخلّاهم ودينهم، ولم يكن له ولد.
فعهد بالملك إلى (طريانش) من عظماء قوّاده، وقيل: اسمه أنديانوش، وقيل طرينوس، فملك بعده وتسمّى قيصر، فأقام تسع عشرة سنة، ولقي النصارى في أيامه شدّة وتتبع أئمّتهم بالقتل واستعبد عامّتهم، وفي زمنه كتب يوحنّا إنجيله برومة في بعض الجزائر، وهلك طريانش المذكور لتسع عشرة سنة من ولايته.
وملك بعده (أندريانوس) فأقام إحدى «١» وعشرين سنة، وقيل عشرين سنة وهو الذي بنى مدينة القدس وسماها إيليا، وكان شديدا على النصارى وقتل منهم خلقا كثيرا، وأخذ الناس بعبادة الأوثان، وألزم أهل مصر حفر خليج من النيل إلى القلزم «٢» فحفروه وأجروا فيه ماء النيل ثم ارتدم بعد ذلك.
ولما جاء الفتح الإسلاميّ ألزمهم عمرو بن العاص «٣» رضي الله عنه حفره