والمصافي مفاعل من الصّفاء، والمراد أنه صافي النية للمسلمين، والمسلمون صافو النية له.
(معزّ النّصرانية) من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم، والمراد بالنصرانية ملة النصرانية، حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه، والنصرانية في الأصل منسوبة إلى الناصرة، وهي القرية التي نزلها المسيح وأمه عليهما السّلام من بلاد القدس عند عودهما إلى مصر، وقيل مأخوذة من قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السّلام مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ*
«١» .
(معظّم البيت المقدّس) من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وربّما زيد فيها فقيل:«معظّم البيت المقدّس بعقد النية» لموافقة الرويّ في السّجعة التي تقارنها؛ ويصلح لكل ملك من ملوكهم لأن جميعهم يعتقدون تعظيم البيت المقدّس، والبيت المقدّس معروف، والتقديس التنزيه والتطهير.
(معظّم كنيسة صهيون) من الألقاب المختصة بملك الحبشة لأنه يعقوبيّ، وكنيسة صهيون بالإسكندرية، وهي كنيسة بطرك اليعاقبة الآن.
ومعتقدهم أنه لا يصح ولاية ملك منهم إلّا باتصال من هذا البطرك؛ على أنه في ابتداء البطركية في زمن الحواريّين لم يكن بكرسيّ الإسكندرية أحد من الحواريين، إنما كان بها مرقص الإنجيلي تلميذ بطرس الحواريّ صاحب كرسيّ رومية، والنصارى يومئذ على طريقة واحدة قبل ظهور الملكية واليعقوبية، فلما افترق دين النصرانية إلى الملكانيّة واليعاقبة وغيرهم، كانت بطركية الإسكندرية يتداولها الملكية واليعقوبية تارة وتارة بحسب انتحال الملوك والميل إلى كلّ من المذهبين، ثم استقرّت آخرا في بطرك اليعاقبة إلى زماننا، وتبعه ملوك الحبشة لانتحالهم مذهب اليعاقبة، كما تبع الروم والفرنجة الباب «٢»