يعود فؤادي ذكر من سكن الغضا «١» ... فيقعده فوق الغضا ويقيمه
ولم أر شيئا كالنّسيم إذا سرى ... شفى سقم القلب المشوق سقيمه
نعلّل بالتّذكار نفسا مشوقة ... ندير عليها كأسه ونديمه «٢»
وما شفّني بالغور رند «٣» مرنّح ... ولا شاقني من وحش وجرة ريمه
ولا سهرت عيني لبرق ثنيّة ... من الثّغر يبدو موهنا فأشيمه
براني شوق للنّبيّ محمد ... يسوم فؤادي برحه ما يسومه
ألا يا رسول الله ناداك ضارع ... على البعد «٤» محفوظ الوداد سليمه
مشوق إذا ما اللّيل مدّ رواقه ... تهمّ به تحت الظّلام همومه
إذا ما حديث عنك جاءت به الصّبا ... شجاه من الشّوق الحديث «٥» قديمه
أيجهر بالنّجوى، وأنت سميعها ... ويشرح ما يخفى، وأنت عليمه «٦» ؟
وتعوزه السّقيا، وأنت غياثه؟ ... وتتلفه البلوى، وأنت رحيمه «٧» ؟
بنورك نور الله قد أشرق الهدى ... فأقماره وضّاحة ونجومه
بك انهلّ فضل الله في الأرض ساكبا «٨» ... فأنواؤه ملتفّة وغيومه
ومن فوق أطباق السماء بك اقتدى ... خليل الّذي أوطاكها وكليمه «٩»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute