وفي هذا اليوم أسرت سراتهم، وذهبت «١» دهاتهم، ولم يفلت معروف إلا القومص، وكان لعنه الله مليّا يوم الظّفر بالقتال، ويوم «٢» الخذلان بالاحتيال، فنجا ولكن كيف؟ وطار خوفا من أن يلحقه منسر الرّمح وجناح «٣» السّيف، ثم أخذه الله «٤» بعد أيام بيده، وأهلكه لموعده، فكان لعدّتهم فذالك، وانتقل من ملك الموت إلى مالك.
وبعد الكسرة مرّ الخادم على البلاد فطواها بما نشر عليها من الراية العبّاسيّة السوداء صبغا، البيضاء صنعا، الخافقة هي وقلوب أعدائها، الغالبة هي [وعزائم أوليائها «٥»
] المستضاء بأنوارها إذا فتح عينها البشر «٦» ، وأشارت بأنامل العذبات إلى وجه النّصر، فافتتح بلد «٧» كذا وكذا، وهذه «٨» أمصار ومدن، وقد تسمّى البلاد بلادا وهي مزارع وفدن «٩» وكلّ «١٠» هذه ذوات معاقل ومعاقر، وبحار وجزائر، وجوامع ومنائر، وجموع وعساكر، يتجاوزها الخادم بعد أن يحرزها، ويتركها وراءه بعد أن ينتهزها ويحصد منها كفرا ويزرع إيمانا، ويحطّ من منائر جوامعها صلبانا «١١» ويرفع أذانا، ويبدّل المذابح منابر والكنائس