وصدع أهلها «١» فإذا هم لا يصبرون على عبودية الخدّ «٢» عن عتق الصّفح، فراسلوه ببذل قطيعة إلى مدّة، وقصدوا نظرة من شدّة وانتظارا لنجدة، فعرفهم «٣» في لحن القول، وأجابهم بلسان الطّول، وقدّم المنجنيقات «٤» ، التي تتولّى عقوبات الحصون عصيّها وحبالها، وأوتر لهم قسيّها التي تضرب «٥» فلا تفارقها سهامها ولا يفارق سهامها نصالها، فصافحت السّور بأكنافه «٦» فإذا سهمها في ثنايا شرفاتها سواك، وقدّم النصر نسرا من المنجنيق يخلد إخلاده إلى الأرض ويعلو علوّه إلى السّماك، فشجّ مرادع أبراجها، وأسمع صوت عجيجها «٧» ، ورفع مثار عجاجها «٨» ، فأخلى السّور من السيّارة، والحرب من النّظّارة، فأمكن «٩» الثّقّاب، أن يسفر للحرب النّقاب، وأن يعيد الحجر إلى سيرته «١٠» من التّراب، فتقدّم إلى الصّخر فمضغ سرده، بأنياب معوله، وحلّ عقده، بضربه الأخرق الدالّ على لطافة أنمله، وأسمع الصخرة الشريفة حنينه «١١» واستغاثته إلى أن كادت ترق لمقبّله ١»
، وتبرّأ بعض الحجارة من بعض، وأخذ الخراب عليها موثقا فلن تبرح الأرض، وفتح في السور باب «١٣» سدّ من نجاتهم أبوابا، وأخذ