فقام له وتلقّاه، وأكرمه وأحسن نزله، على ما هو مبسوط في موضعه.
قال في «التعريف» : وملك التّكرور هذا يدّعي نسبا «١» إلى عبد الله بن صالح بن الحسن، بن عليّ بن أبي طالب.
ورسم المكاتبة إليه على ما ذكره في «التعريف» : «أدام الله تعالى نصر المقرّ العالي، السلطان، الجليل، الكبير، العالم، العادل، المجاهد، المويّد، الأوحد، عزّ الإسلام، شرف ملوك الأنام، ناصر الغزاة والمجاهدين، زعيم جيوش الموحّدين، جمال الملوك والسلاطين، سيف الجلالة، ظهير الإمامة، عضد أمير المؤمنين، الملك فلان. ويدعى له بما يناسب. وبعد إهداء «٢» السّلام والتشوّق هذه المفاوضة تبدي» .
قال: ولا يعرّض له ولا يقرّ بشيء من الألقاب الدالة على النسب العلويّ.
وهذا صدر لهذه المكاتبة ذكره في «التعريف» :
ويسّر له القيام بفرضه، وأحسن له المعاملة في قرضه، وكثّر سواده الأعظم وجعلهم بيض الوجوه يوم عرضه، ومتّعه بملك يجد الحديد «٣» سجف سمائه والذهب نبات أرضه. صدرت هذه المفاوضة، وصدرها به مملو، وشكرها عليه يحلو «٤» ، ومزايا حبّه في القلوب سرّ كلّ فؤاد، وسبب ما حلي به الطرف والقلب من السّواد، تنزل به سفنها المسيرة في البحر وترسى، وتحلّ عند ملك ينقص به زائده، وينسى موسى منسى، وتقيم عليه والدهر لا يطرقه فيما ينوب، والفكر لا يشوقه إلّا إذا هبّت صبا من أرضه أو جنوب.
والمتداول بين جماعة كتّاب الإنشاء أن المكاتبة إليه: «أعز الله تعالى جانب الجناب الكريم العالي، الملك، الجليل، العالم، العادل، المجاهد،