لأنه لم يمت حتّى ركب معه من ولده وولد ولده ثلاثمائة رجل، فكان إذا سئل عنهم يقول هؤلاء عشيرتي دفعا للعين عنهم، فقيل له سعد العشيرة. ثم من بطون سعد العشيرة أوذ (بفتح الهمزة وسكون الواو وذال «١» معجمة في الآخر) وهم بنو أوذ بن صعب بن سعد العشيرة، وإليهم ينسب الأفوه الأوذي «٢» الشاعر المشهور. ومن بطون سعد العشيرة أيضا جعفيّ (بضم الجيم وسكون العين المهملة وكسر الفاء وياء مثناة تحت في الآخر) وهم بنو جعفيّ بن سعد العشيرة والنسبة إليهم جعفيّ على مثل لفظه، وإليهم ينسب الإمام البخاري بالموالاة، فيقال الجعفيّ مولاهم. ومن بطون سعد العشيرة زبيد (بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة تحت ودال مهملة في الآخر) وهم بنو منبّه بن صعب بن سعد العشيرة، وتعرف زبيد هؤلاء بزبيد الأكبر، وهم زبيد الحجاز. قال في مسالك الأبصار: وعليهم درك الحاج المصري من الصفراء إلى الجحفة ورابغ. ومن زبيد هؤلاء بطن تعرف بزبيد الأصغر، وهم بنو منبّه الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبّه الأكبر. قال أبو عبيد: ومن زبيد هؤلاء عمرو بن معدي كرب.
ومنها النّخع (بفتح النون وسكون «٣» الخاء المعجمة وعين مهملة في الآخر) ، وهم بنو النخع واسمه جسر بن عمرو بن علّة بن جلد بن مذحج.
قال أبو عبيد: وسمي النّخع لأنه انتخع عن قومه أي بعد، ومنهم الأشتر النّخعيّ أحد تابعي أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو الذي ولاه أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه مصر، وكتب له بها عهدا على ما سيأتي ذكره في