في الجهاد، ولا يرعى به حقّ «١» الله في العباد، ولا يوفى به واجب التقليد الذي تطوّقه «٢» الخادم من أئمّة قضوا بالحقّ وبه كانوا يعدلون، وخلفاء الله «٣» كانوا في مثل هذا اليوم لله «٤» يسألون، لا جرم أنهم أورثوا سرّهم «٥» وسريرهم خلفهم الأطهر، ونجلهم الأكبر، وبقيّتهم الشريفة، وطلعتهم «٦» المنيفة، وعنوان «٧» صحيفة فضلهم لا عدم سواد العلم وبياض الصحيفة، فما غابوا لمّا حضر، ولا غضّوا لمّا نظر، بل وصلهم الأجر لما كان به موصولا، وشاطروه العمل لما كان عنه منقولا ومنه مقبولا، وخلص إليهم إلى المضاجع ما اطمأنّت به جنوبها، وإلى الصحائف ما عبقت به جيوبها، وفاز منها بذكر لا يزال اللّيل به سميرا، والنهار به بصيرا، والشّرق يهتدي بأنواره، بل إن أبدى نورا من ذاته هتف به الغرب بأن واره، فإنّه نور لا تكنّه أغساق «٨» السّدف، وذكر لا تواريه أوراق الصّحف.
وكتاب «٩» الخادم هذا، وقد أظفر الله بالعدوّ الذي تشظّت قناته شفقا «١٠» ، وطارت فرقه فرقا، وفلّ سيفه فصار عصا، وصدعت حصاته وكان الأكثر عددا وحصا، وكلّت حملاته وكانت «١١» قدرة الله تصرّف فيه العيان بالعنان، عقوبة من الله ليس لصاحب يد «١٢» بها يدان، وعثرت قدمه وكانت الأرض لها حليفة، وغضّت