فكم أهلّة سيوف تقارض «١» الضّراب بها حتّى صارت كالعراجين «٢» ، وكم أنجم أسنّة «٣» تبادلت الطّعان حتّى صارت كالمطاعين، وكم فارسيّة ركض عليها فارسها الشّهم «٤» إلى أجل فاختلسه، وفغرت تلك القوس فاها فإذا فوها قد نهش القرن على بعد المسافة فافترسه «٥» ، وكان اليوم مشهودا، وكانت الملائكة شهودا، وكان الكفر «٦» مفقودا والإسلام مولودا، وجعل الله ضلوع الكفّار لنار جهنّم وقودا. وأسر الملك وبيده أوثق وثائقه، وآكد وصله بالدّين وعلائقه، وهو صليب الصّلبوت، وقائد أهل الجبروت، وما «٧» دهموا قطّ بأمر إلّا وقام بين دهمائهم يبسط لهم باعه، ويحرّضهم «٨» وكان مدّ اليدين في هذه الدّفعة وداعة، لا جرم أنّهم يتهافت «٩» على ناره فراشهم، ويجتمع «١٠» في ظلّ ظلامه «١١» خشاشهم، ويقاتلون «١٢» تحت ذلك الصّليب أصلب قتال وأصدقه، ويرونه ميثاقا يبنون عليه أشدّ عقد «١٣» وأوثقه، ويعدّونه سورا تحفر حوافر الخيل خندقه.