أما بعد، فإنّ الأمور تجري على خلاف «١» محابّ المخلوقين [والله يختار لعباده]«٢» ، فخار الله لك في قبضها [إليه، فإن القبور أكرم الأكفاء]«٣» والسّلام.
أبو الفرج الببغاء: وقد أمره سيف الدولة «٤» بن حمدان بالكتابة في معنى ذلك امتحانا له:
من سلك إليك- أعزّك الله- سبيل الانبساط، لم يستوعر مسلكا من المخاطبة فيما يحسن الانقباض عن ذكر مثله. واتّصل بي ما كان من خبر الواجبة الحقّ عليك، المنسوبة بعد نسبتك إليها إليك- وفّر الله صيانتها- في اختيارها ما لولا أنّ الأنفس تتناكره، وشرع المروءة يحظره، لكنت في مثله بالرضا أولى، وبالاعتداد بما جدّده الله في صيانتها أحرى، فلا يسخطنّك من ذلك ما رضيه وجوب الشّرع، وحسّنه أدب الدّيانة، ومباح الله أحقّ أن يتّبع، وإيّاك أن تكون ممن لمّا عدم اختياره تسخّط اختيار القدر له، والسّلام.