«سلام عليك، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا اله إلّا هو.
أما بعد، فعظّم الله لك الأجر، وألهمك الصّبر، ورزقنا وإيّاك الشّكر، ثم إنّ أنفسنا وأهلينا وموالينا «١» من مواهب الله السنيّة، وعوارفه «٢» المستودعة، تمتّع «٣» بها إلى أجل معدود، وتقبض لوقت معلوم، ثم افترض علينا الشّكر إذا أعطى، والصبر إذا ابتلى، وكان ابنك من مواهب الله الهنيّة، وعوارفه المستودعة، متّعك به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير: الصلاة «٤» والرحمة والهدى إن صبرت واحتسبت «٥» ، فلا تجمعنّ عليك يا معاذ خصلتين «٦» : أن يحبط «٧» جزعك صبرك فتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مصيبتك قد أطعت ربّك وتنجّزت موعوده، عرفت أنّ المصيبة قد قصرت عنه. واعلم أنّ الجزع لا يردّ ميّتا، ولا يدفع حزنا، فأحسن الجزاء وتنجّز الموعود، وليذهب أسفك ما هو نازل بك فكأن قد «٨» » .
من كلام المتأخرين:
تعزية بولد، من إنشاء الشيخ جمال الدين بن نباتة «٩» ، وهي بعد الألقاب.
وأحسن عزاءه بأعزّ فقيد، وأحبّ حبيب ووليد، وعوّض بجميل الصبر جوانحه الّتي سئلت عن الأسى فقالت: ثابت ويزيد. صدرت هذه المفاوضة