فزارة بنت العزّ والعزّ فيهم! ... فزارة قيس حسب قيس نضالها
لها العزّة القعساء والحسب الذي ... بناه لقيس في القديم رجالها
فهيهات قد أعيا القرون التي مضت ... مآثر قيس مجدها وفعالها
وهل أحد إن هزّ يوما بكفّه ... إلى الشّمس في مجرى النّجوم ينالها
فإن يصلحوا يصلح لذاك جميعها ... وإن يفسدوا يفسد من الناس حالها
ثم قام الأشعث الكنديّ، وإنما أذن له أن يقوم قبل ربيعة وتميم لقرابته من النعمان بن المنذر، فقال: قد علمت العرب أنا نقاتل عديدها الأكثر، وزحفها الأكبر، وإنا لغياث الكرات، ومعدن المكرمات- قالوا ولم يا أخا كندة؟ قال لأنا ورثنا ملك كندة فاستظللنا بأفيائه، وتقلدنا منكبه الأعظم، وتوسطنا بحبوحه الأكرم، ثم قام شاعرهم، فقال:
إذا قست أبيات الرّجال ببيتنا ... وجدت لنا فضلا على من يفاخر
فمن قال كلّا أو أتانا بخطّة ... ينافرنا فيها فنحن نخاطر
تعالوا قفوا كي يعلم الناس أيّنا ... له الفضل فيما أورثته الأكابر
ثم قام بسطام الشّيبانيّ «١» فقال «قد علمت العرب أنا بناة بيتها الذي لا يزول، ومغرس عزّها الذي لا يحول، قالوا ولم يا أخا شيبان؟ - قال لأنا أدركهم للثار، وأضربهم للملك الجبّار، وأقومهم للحكم، وألدهم للخصم؛ ثم قام شاعرهم فقال:
لعمري بسطام أحقّ بفضلها ... وأوّل بيت العزّ عزّ القبائل
فسائل (أبيت اللّعن) عن عزّ قومها ... إذا جدّ يوم الفخر كلّ مناقل
ألسنا أعزّ الناس قوما ونصرة ... وأضربهم للكبش بين القبائل
وقائع عزّ كلّها ربعيّة ... تذلّ لها عزّا رقاب المحافل