لك معونة؛ وأحنى عليك عطفا، وأقلّ لغيرك إلفا، فاتّخذ أولئك خاصّة لخلواتك [وحفلاتك]«١» ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم [لك]«٢» بمرّ الحقّ، وأقلّهم مساعدة فيما يكون منك مما كره الله لأوليائه، واقعا ذلك من هواك حيث وقع. والصق بأهل الورع والصّدق، ثم رضهم على أن لا يطروك «٣» ولا يبجّحوك بباطل لم تفعله:
فإنّ كثرة الإطراء «٤» تحدث الزّهوّ وتدني من الغرّة. ولا يكوننّ المحسن والمسيء عندك بمنزلة واحدة، فإنّ في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان [في الإحسان]«٥» وتدريبا لأهل الإساءة [على الإساءة]«٦» :
وإنّك لا تدري إذا جاء سائل ... أأنت بما تعطيه أم هو أسعد!
عسى سائل ذو حاجة إن منعته ... من اليوم سؤلا أن يكون له غد!
وفي كثرة الأيدي عن الجهل زاجر، ... وللحلم أبقى للرّجال وأعود!
وعلى ذلك كتب أبو إسحاق الصابي عن «٧» الخليفة «الطائع لله» إلى فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه، في جمادى الأولى سنة ستّ وستين وثلاثمائة.
وهذه نسخته:
هذا ما عهد عبد الله عبد الكريم [الإمام]«٨» الطائع لله أمير المؤمنين [إلى فخر الدّولة أبي الحسن بن ركن الدّولة أبي عليّ مولى أمير المؤمنين]«٩» حين عرف غناءه وبلاءه، واستصح دينه ويقينه، ورعى قديمه وحديثه، واستنجب عوده ونجاره. وأثنى عزّ الدولة أبو منصور بن معزّ الدولة أبي الحسين مولى أمير المؤمنين