عمر كان على بيت المال من قبل أبي بكر رضي الله عنه، فيكون أبو بكر قد سبقه إلى ذلك؛ وسيأتي ذكره في الكلام على وكالة بيت المال في المقالة الخامسة؛ وهو أوّل من كوّر الكور ومسح أرض السّواد، ورتّب الخراج على الأرضين، والجزية على الجماجم؛ وهو أوّل من حمل الطّعام من مصر إلى الحجاز، وذلك في عام الرمادة «١» عند غلوّ السعر بالحجاز. وسيأتي ذكره في الكلام على خليج القاهرة في أوائل المسالك والممالك.
أوّل من أقطع القطائع من الخلفاء أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ وسيأتي ذكره في الكلام على الإقطاعات في المقالة السادسة، وهو أوّل من حمى الحمى لنعم الصدقة من الخلفاء، وهو أوّل من اتخذ صاحب شرطة من الخلفاء.
أوّل من اتخذ بيتا ترمى فيه قصص أهل الظّلامات أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه، وبقي حتّى كتب له شتمه في رقعة، وطرحت في البيت فتركه؛ ثم اتخذه المهديّ بعده، ثم ترك بعد ذلك.
أوّل من سلّم عليه بالخلافة فقيل السلام عليك يا أمير المؤمنين معاوية؛ وكانوا قبل ذلك يقولون السلام عليكم، وهو أوّل من عهد إلى أبنه بالخلافة، عهد بها إلى ابنه يزيد، ثم تبعه الكثير من الخلفاء على ذلك، وهو أوّل من استخلف في حال صحته وإلا فأبو بكر لم يستخلف عمر إلا في مرض موته، وعمر لم يجعل الأمر شورى إلا وهو مطعون؛ وسيأتي ذكر ذلك جميعه في الكلام على ولاية الخلفاء في المقالة الخامسة، وهو أوّل من اتخذ المقصورة في المسجد لصلاة الجمعة؛ وقيل «٢» اتخذها مروان قبله، وقيل عثمان؛ وهو أوّل من نهى عن الكلام بحضرته من الخلفاء، وكان الناس قبل ذلك يردّون