للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعذرت إن أغنيت شيّا، وأسمعت لو ناديت حيّا، وقرعت عصا العتاب، وحذّرت سوء العقاب:

إنّ العصا قرعت لذي الحلم ... والشيء تحقره وقد ينمي

فإن بادرت بالنّدامة، ورجعت على نفسك بالملامة، كنت قد اشتريت العافية لك بالعافية منك؛ وإن قلت جعجعة ولا طحن، فربّ صلف تحت الراعدة، وأنشدت:

لا يوئسنّك من مخدّرة ... قول تغلّظه وإن حرجا

فعدت لما نهيت عنه، وراجعت ما استعفيت منه، بعثت من يزعجك إلى الخضراء دفعا، ويستحثّك نحوها وكزا وصفعا، فإذا صرت إليها عبثت أكّاروها «١» بك، وتسلّط نواطيرها عليك: فمن قرعة معوجّة تقوّم في قفاك، ومن فجلة منتنة ترمى بها تحت خصاك، ذلك بما قدّمت يداك، لكي تذوق وبال أمرك، وترى ميزان قدرك:

فمن جهلت نفسه قدره ... رأى غيره منه ما لا يرى

فلولا المعرفة بالتاريخ، والإحاطة بالوقائع والسيّر، والأقاصيص، والأمثال السائرة في معنى ذلك، لما تأتّى للناثر الاقتدار على سبك هذه الوقائع، والتلويح بمقتضياتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>