مصالح المسلمين مقصورة، وآراءنا تفوّض [زعامة]«١» الجيوش إلى من تصبح فرق الأعداء بفرقه مغزوّة وممالكهم بمهابته محصورة.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا نزال ننشر دعوتها في الآفاق، ونرهف لإقامتها في ممالكنا سيفا يصل [إلّا] ما أمر الله بقطعه ويقطع إلّا الأرزاق، ونرهب من ألحد فيها بكل وليّ لرعبه في القلوب ركض ولرايته في الجوانح خفق ولأسنّته في الصّدور إشراق، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله أشرف من فوّض حكما في أيّامه إلى من اعتمد عليه، وأرأف من استخلف على من بعد عنه من أمّته من يعلم أنّ صلاحهم في يديه، وألطف من عدق شيئا من أمور أهل ملّته بمن أعانه الله وسدّده في دفع عدوّهم وصلاح ما يرفع من أحوالهم إليه؛ صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين ولّوا على الأمّة فعدلوا، وأمروا بما جبله الله عليه من الرأفة والنّعمة والرحمة فامتثلوا، وعلموا أنّ الحق فيما نهج لهم من طرق طريقته المثلى فما مالوا عن ذلك ولا عدلوا، صلاة لا تغرب شمسها،، ولا يعزب أنسها، ولا تعتبر أوقات إقامتها إلا ويقصّر عن يومها في الكثرة أمسها، وسلم تسليما كثيرا.
وبعد، فإن أولى ما أعملنا إليه ركائب الآراء المؤيّدة، وصرّفنا إليه أزمّة نجائب الأفكار المسدّدة، وأجلنا فيه طرف النظر الّذي لا يشقّ في بلوغ الغاية غباره ولا يدرك، وأحلنا الأمر فيه على التأييد الّذي هو عمدتنا فيما يؤخذ من ثواقب الآراء وما يترك، وقدّمنا فيه مهمّ الاستخارة الّذي يتلوه التوفيق، وعلمنا أنّ ألذّ أسباب الاهتداء إليه سلوك طريق النّصح لله ولرسوله وللإسلام فسلكنا إليه من ذلك الطريق؛ وقصرنا النيّة فيه على مصالح الأمة الّتي هي فرض العين «٢» بل عين الفرض، وأطلنا الارتياد فيه لتعيّن من نرجو له ممّن عناهم الله بقوله: