للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله الّذي جعل الدّين في أيامنا الزّاهرة زاهيا بجماله، ساميا بتقديم من إذا أرهف في الذّبّ عنه بسيف عزمه غدت الجنّة تحت ظلاله، حاليا بتفويض زعامة جيوشه إلى من لو فاخر به البدور تعجّبت من نقصانها وكماله، عاليا بإيالة من تتولّد معاني النصر والظفر بين الكاملين: من رويّة رأيه وارتجاله، راقيا على هام الكفر بعزائم من لا يزال تصبّح مهابته العدا بطلائع خيله وتبيّتهم بطوارق خياله، ناميا بإسناد الحكم فيه إلى من يقطع إنصافه بين المبطل ورجائه ويصل العدل [منه] «١» بين المحقّ وبين آماله.

نحمده على نعمه الّتي أنامت الرّعايا من معدلتنا في أوطإ مهاد، وأدامت الدّعاء الصالح لأيامنا بإعلاء كلمتي العدل والجهاد، وأقامت الإيالة في أسنى ممالكنا بمن هو أجرى من الغيوث، وأجرأ من اللّيوث، في مصالح البلاد والعباد.

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا تزال الألسن لإقامتها مديمة، والضمائر على إدامتها مقيمة، والقلوب تعقد من كلمة إخلاصها وإخلاص كلمتها في جيد الإيمان تميمة، والتوحيد يظهر أنوارها في الوجوه الوسيمة، بمأمن مطالع القلوب السليمة.

ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الّذي جبله على خلق عظيم، وجعله وإن تأخّر عصره من مقام النبوّة في أعلى رتب التقديم، ومنّ على الأمّة بإرساله إليهم من أنفسهم وأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين دعوا إلى طاعته وأجابوا، وحكموا بسنّته وأصابوا، وجاهدوا المعرضين عن

<<  <  ج: ص:  >  >>