وحده لا شريك له شهادة مخلص في التّوحيد، يتبوّأ بها جنان الخلد ويخلص من سماع قول جهنّم: هل من مزيد «١» ، ونشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أسرى به إلى حضرة أنسه، وحظيرة قدسه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين منهم من سبق الأمّة بشيء وقر «٢» في صدره، ومنهم من دلّت واقعة سارية على علوّ شأنه ورفعة قدره، صلاة لا تزال الأرض لها مسجدا، ولا يبرح ذكرها مغيرا في الآفاق ومنجدا، وسلّم تسليما كثيرا.
وبعد، فإنّ أحقّ من عومل بالتّقديم، وأجدر من يخصّ بالتّكريم، من كان قدره في الأولياء عظيما، وذكره في الآفاق بين أهل المعرفة قديما، وتجريده عن الدنيا مشهورا، وسعيه على قدم الطاعة مشكورا، وشهوده لمقام الكمال مستجليا، واستجلاؤه لموادّ الأنس مستمليا؛ فهو في هذه الطائفة الجليلة سريّ المقدار، معروف الصفة في حلية الأولياء ومناقب الأبرار، والمتقدّم من الإمامة في مجمع الأخيار.
ولما كان المجلس الساميّ، الشّيخيّ، الكبيريّ، العالميّ، العامليّ، الأوحديّ، الزّاهديّ، الورعيّ، الأصيليّ، الفلانيّ، جلال الإسلام والمسلمين، وشرف الصّلحاء في العالمين، شيخ الشّيوخ، قدوة السّالكين، معتقد الملوك والسّلاطين، أعاد الله تعالى من بركاته: هو المقصود من هذه العبارة، والملحوظ بهذه الإشارة- اقتضى حسن الرّأي الشريف أن يخصّ في الدنيا بالتّعظيم، ويميّز في هذه الأمّة بالتّكريم.
فلذلك رسم بالأمر الشّريف- لا زال له من جنود اللّيل «٣» جيش لا تطيش