للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعوق وهو عبد مناة «١» نحمده حمد من أغناه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يستمدّ من قبلها فلق الصّباح سناه، ويفكّ منها من قبضة السّيوف عناه «٢» ، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الّذي [بوّأه منازل الشرف] «٣» وبناه، وأحلّه من العرب في مكان يخضع له رأس كلّ جبّار ويخشع بصره وتستمع لما يوحى أذناه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة تخصّهم من كل شرف بأسماه وأسناه، وسلّم تسليما.

وبعد، فإنّ لكلّ ثاكلة قرارا، ولكلّ هاجرة مزارا، ولكلّ معصم سوارا لا يليق إلا بزنده، ولكلّ عنق درّا لا يصلح إلا لعقده، ولكلّ سيف طال هجوعه في غمده انسلالا، ولكلّ قناة لم تعتقل مدّة اعتقالا، وكانت إمرة آل مراء قد ثبتت من البيت الأحمديّ «٤» بأوثق أوتادها، ووصلت منه في الرّفعة إلى نجادها، ولم تزل تنتقل في آفاقها بدورهم الطّالعة، وتضيء عليها من صفاحهم بروقهم اللّامعة، وتجول فيها من سوابقهم السّحب الهامعة، وتغني في حروبها عزائمهم إذا وقعت الواقعة؛ وتقدّمت للمجلس الساميّ، الأميريّ، الفلانيّ، بركابنا الشّريف صحبة حمد فيها السّرى، وخدمة أوقدت له نار القرى، وهاجر إلينا في وقت دلّ على وفائه، وسهر إلى قصدنا اللّيل وله النجم محيط المقل بإغفائه، وانقطع إلينا بأمله، ولازم من عهدنا الشريف صالح عمله، واستحق تعجيل نعمنا الشريفة وإن تأخرت لأجل موقوت، وأمل نجاحه لا يفوت.

فلما آن أن تفاض عليه ثيابها، ويضاف إليه ثوابها، ويصرّف في قومه

<<  <  ج: ص:  >  >>