حتّى تؤذن زروعها المخيّمة بذهاب؛ والكرم هو فيه سجايا، والعزم ما برح لوشان «١» أسنّته بكلّ قناة لحايا «٢» ، والحزم بيده المراويّة من آل مراء يظهر له الخفايا، والشجاعة هو في رباها المنيرة «ابن جلا وطلّاع الثّنايا» ؛ وما رضع المرمل كأفاويق الوفاق «٣» ، ولا وضع شيئا «٤» في موضعه كمداراة الرّفاق؛ فليكن لرفيقه أكثر مساعدة من الأخ لأخيه، وأكبر معاضدة من المصراع لقسيمه والجفن لجفنه والشّيء لما يؤاخيه. هذا يجب ويتعيّن وليس يجمعهما فرد طاعة، ولا يلزمهما لشيء واحد استطاعة؛ فكيف وهو [و]«٥» رفيقه إلينا اعتزاؤهما ومنّا إعزازهما، وهما فرعان معتنقان: لدينا إجناؤهما وبيدنا إهزازهما.
وليحصّل من الخيل كل سابقة تليق أن تقدّم إلينا، وسابحة في كل مهمه حين يقدم علينا. والشّرع الشريف يكون إليه مآبك، وعليه عفوك وعقابك، وبمقتضاه عقد كلّ نكاح لا يصح إلا على وجهه المرضيّ وإلّا فهو سفاح، والميراث على حكمه لمن جرّه إليه وإلا فهو ظلم صراح، وبقية ما نوصيه به إذا انتهى منه إلى هذه النّبذة فما عليه في سواها جناح. وسبيل كلّ واقف على تقليدنا هذا أن ينيب إلى نصوصه، ويؤوب إلى عمومه وخصوصه، والحذر من الخروج عنه بقول أو عمل، فالسّيف أسبق من العذل؛ والله تعالى يمتّعه بما وهبه من العزّ في النّقل «٦» ، والمحاسن الّتي هي يد المسامع والأفواه والمقل؛