ذروة عزّ إلّا حلّاها بنظره الجميل، ولا رقى رتبة سيادة إلا وأسفر في ذروتها وجه صبحه الجميل، ولا عدق بنظره كفالة رتبة إلا وكان لها خير كفيل.
فلذلك رسم بالأمر الشّريف- لا زال ينتصي «١» للرّتب العليّة خير منجد ومغير، ويختار للمناصب السّنيّة نعم المولى ونعم النّصير- أن يفوّض إليه كذا فإنّه القويّ الأمين، والمتمسك من تقوى الله تعالى وكفايته بالسّبب المتين، والمستند بجميل كفالته وحميد ديانته إلى حصن حصين، والمستذري بأصالته الطّاهرة وإصابته إلى الجنّة الواقية والحرم الأمين.
فليقدّم خيرة الله تعالى ويباشر الجهة المذكورة بعزم لا ينبو، وهمّة لا تخبو، وتدبير يتضاعف على ممرّ الأيّام ويربو، ونظر لا يعزب عن مباشرته مثقال ذرّة إلا وهي من خاطره في قرار مكين، وضبط لا تمتدّ إليه يد ملتمس إلا ويجد من مرهفه ما يكفّ كفّها بالحدّ المتين، وليضاعف همّته، في مصالح هذه الجهة التي عدقناها بنظره السعيد، وليوفّر عزمته، فإنّ الحازم من ألقى السّمع وهو شهيد؛ والوصايا كثيرة ومثله لا يدلّ عليها، والتّنبيهات واضحة وهو- وفقه الله تعالى- أهدى من أن يرشد إليها؛ والله يوفّقه في القول والعمل، ويصلح بجميل تدبيره وحميد تأثيله كلّ خلل؛ والاعتماد على الخطّ الشريف، إن شاء الله تعالى.
ومنها- نظر الجيش بها:
وهذه نسخة توقيع بها لمن لقبه «شمس الدّين» وهي:
الحمد لله الّذي أطلع في سماء المعالي شمسا منيرة، وأينع غروس أولي الصدارة بعهاد سحب عوارفه الغزيرة، وأبدع الاحسان إلى من قدّمه الاختبار والاختيار على بصيرة.