قضت بتقديمه، والأفعال الّتي استدعت المبالغة في تفخيمه وتكريمه، وسلك من المخالصة ما يوجب الاستحقاق والاستيجاب، ويوصّل حميد مسعاه إلى بلوغ الآمال وإدراك المحابّ.
فليباشر هذه الولاية: عاملا بتقوى الله تعالى فيما يسرّه ويعلنه، معتمدا فيها غاية ما يستطيعه المكلّف ونهاية ما يمكنه؛ وليسوّ بين القويّ من أهل هذه الولاية والضّعيف، ولا يجعل في الحقّ فرقا بين المشروف والشّريف، ويمدّ على كافتّهم رواق السّكون والأمنة، وليجرهم في المعدلة على العادة الجميلة الحسنة، وليأخذ في الأمور الدّيوانيّة بالاجتهاد مراعيا في ذلك حال العمارة، آتيا من الإحسان إلى الرّعية ما يكون للعدل شارة، وافيا في ذلك كلّه بالمطلوب، صابرا على تكاليف المهمّات ولا ينكر الصّبر لايّوب.
وهذه نسخة توقيع بولاية بيسان «١» ، لمن لقبه «شهاب الدين» من إنشاء ابن نباتة؛ وهي:
رسم بالأمر- لا زالت شهب أوقاته سعيدة، وسحب هباته ساحبة الجود مديدة، وبحور نعمائه الحقيقيّة كبحور الأعاريض المجازيّة: كاملة منسرحة مديدة- أن يستقرّ......... اعتمادا على عزمه المنير شهابه، الكثير توقّده في أوقات المهمات والتهابه، واستنادا إلى كفاءته الّتي يشهد بها ولاؤه في الخدمة وولايته، وشهامته الّتي يجزم بها في الأمر رأيه وترفع في الخدمة ولايته ومهابته، وعلما بسياسته الّتي يقمع بها أهل الفساد، وتكاد تفخر بيسان بفضلها كما فخرت ب «فاضلها»«٢» على البلاد.